إصابات الحروق الخطيرة
عندما نتحدث عن إصابات الحروق الخطيرة فبالتأكيد ما نعنيه إما الحروق العميقة من الدرجة الثالثة والتي تخلف ندبات واضحة بعد تمام الشفاء أو الحروق التي تصيب مساحات واسعة من الجسم : أكثر من ثلث مجمل مساحته، أو حتى الحروق التي تصيب أعضاء حساسة من الجسم والتي قد تؤثر على تعطيل الدور الوظيفي لأي عضو من الجسم.
عواقب الحروق الخطيرة
بالرغم من تطور العلم و استخدام التقنيات التكنولوجية في الطب إلا أنه لا زالت نتائج الإصابات بحروق خطيرة تسبب نسبة وفيات عالية. بالإضافة لذلك عندما نتحدث عن الأمراض العادية غالباً ما يختفي أثرها بعد الشفاء إلا الحروق يبدأ الأثر بالظهور بعد انتهاء عملية الشفاء. و قد تسبب الحروق الخطيرة حالة عجز واضحة بعد الشفاء أو حتى ندبات واضحة و مزعجة المظهر بشكل كبير لدرجة أن المريض عندها يتمنى لو أنه لم يشفى ولم تظهر هذه الندبات بشكل يؤثر على مظهره وحياته الاجتماعية.
التكنولوجيا و معالجة ندبات الحروق
تخفف الوسائل و التقنيات الحديثة في التكنولوجيا المستخدمة في الطب من تخفيف آثار الحروق على الوجه بشكل كبير ، لدرجة أنهم يقومون الأن بعملية زراعة الوجه، وهذا النوع من العمليات خطير و عميق نوعاً و باهظ التكلفة يقوم به القلة من الأطباء المتمرسين، الأمر الذي يجعلها ممكنة للقلة الأقلية من المرضة وليس للجميع.
لذلك غالباً ما نجد العديد ممن لديهم ندبات الحروق يتعايشون مع الحالة الغير مرغوب بها على أنها قدر ولا يمكن تغييره. لكن في يومنا الحالي تساعدنا التكنولوجيا بتقنياتها الحديثة في تخفيف آثار الحروق لدرجة كبيرة و لكن بالتأكيد لا تمحها بالكامل.
طرق معالجة ندبات الحروق
- في التقنية الأولى: نقوم بحق الجلد عند الندبة بمواد كيميائية طبية ، وهذه المواد متاحة بسهولة ولكن المهارة المطلوبة لجعلها فعالة لأكبر درجة ممكنة، يجب أن يكون الطبيب ماهر وعنده خبرة كافية حتى يعرف تماماً أماكن المطلوب حقنها في الندبة وكيفية حقنها و المقدار الذي يجب أن يحقن فيه. ويقوم البروفسور إيغى أوزغانتاش بعمليات حقن ناجحة جداً تجعل الجلد في الندبات رقيق لا يتسبب بالألم أو بالحكة.
- في التقنية التانية : نقوم بالحقن بال PRP وهي مادة البلازما الغنية المأخوذة من الجسم نفسه ، وهنا أيضاً تتطلب المهارة والخبرة في تحديد الكمية المراد حقنها و المكان و الكيفية للحصول على أفضل نتائج ممكنة
- في التقنية الثالثة : نستخدم نوع محدد من الليزر يتم استخدامه لمعالجة ندبات الحروق، وباستخدام هذه الأجهزة الخاصة بإمكاننا الحصول على تحسن كبير و ملحوظ في مظهر الندبات
- أما التقنية الرابعة : فتكون بحقن الخلايا الجذعية المأخوذة من الجسم نفسه، هذه الخلايا الجذعية تستخدم حالياً في المجال الطبي لغايات المتعددة، لكن البروفسور إيغى عندما يقوع باستخدامها لمعالجة ندبات الحروق يقوم بخلطها أولاً مع النسيج الدهني المأخوذ من نفس الجسم أيضاً. حيث أن النسيج الدهني يعتبر من أكثر أنسجة الجسم الغنية بالخلايا الجذعية ، و كلما تم اختيار النسيج الدهني بحذر بحيث يكون غني بنسبة أكبر بالخلايا الجذعية كلما كان التأثير العلاجي للحقن فعال أكثر.
المدة المطلوبة للعلاج
إن جميع الإجراءات التي تم ذكرها سابقاً لا نلاحظ نتائجها العلاجية في الحال، بل تحتاج للوقت و الصبر وغالباً للتكرار ( مع فاصل زمني لا يقل عن شهرين بين الجلسة والأخرى و يمكن أن يطلب المريض مدة انتظار تصل لستة أشهر) حتى يجد المريض فرقاً ملحوظاً في مظهر ندبات الحروق. قد تكون المدة المطلوبة العديد من الأيام أو الأسابيع أو حتى شهور. لكن الأمر الإيجابي في هذه الإجراءات أنها إجرائات لا تحتاج لغرفة العمليات أو للمشفى بل يمكن القيام بها في العيادة و أيضاً تعتبر من إجراءات( نفس-اليوم)، حيث غالباً ما يأتينا مرضى من مدن أخرى أو دول أخرى يخضعون لجلسة العلاج القصيرة ويعودون مجدداً لبلادهم في نفس اليوم. يسألنا العديد من المرضى كم جلسة حقن علاجية يحتاجون حتى يحصلون على نتيجة ملحوظة، هذا الأمر يعود لعوامل عدة منها عمر المريض و درجة ومكان الحرق وطبيعة الجسم ومدى قابليته للإستجابة للعلاج. لكن بالتأكيد لن تقل عدد الجلسات عن ثلاث و قد تصل لثمانية أو تسع مرات.
بعض المرضى يكتفون بالنتيجة التي يحصلون عليها بعد ثلاث جلسات وهم راضين عن المظهر النهائي وبعضهم يرغب بمتابعة جلسات أكثر للحصول على تحسن أكبر بالمظهر حتى يرضى المريض عن مظهره أو يجد الطبيب أن الجسم لم يعد يبدي أي استجابة للعلاج فيقوم بإيقاف الجلسات. ويعتبر ارتباط كل حالة بخصوصيتها السبب الرئيسي لعدم القدرة على تحديد التكلفة المطلوبة منذ البداية.
النتيجة
في كثير من الحالات باستخدام التقنيات الأربعة المذكورة سابقاً، بشكل منفرد أو بدمج اثنتين أو أكثر، استطاع البروفسور الدكتور إيغى أوزغانتاش معالجة مظهر ندبات الحروق لدرجة كبيرة، ولكن في الحالات التي تكون فيها درجة الحروق كبيرة بحيث يصبح لون الجلد أفتح أو أبيض ، عندها يتبين أن طبقة الجلد قد ماتت تماماً و لم يعد فيها خلايا صبغية فيقوم الدكتور عندها باللجوء لطريقة علاج أخرى بأخذ طبقة رقيقة من الجلد من مكان آخر من الجسم نفسه و زراعته مكان الندبة. تسمى هذه العملية بعملية التجميل بالترقيع.
في جميع الحالات لا يجب أن نيأس من معالجة ندبات الحروق ولكن علينا البحث دائماً عن طبيب ماهر و ذو خبرة.