تعتبر الأذنين من أهم أعضاء الجسم لارتباطها بحاسة السمع.ويوجد في كل أذن جزئين أساسين:الجزء المرئي (الخارجي)، والجزء غير المرئي والذي بدوره ينقسم لجزء متوسط وجزء داخلي .والجزء المرئي لديه دور بسيط جدًا في عملية السمع.
تجميل الأذنين
هناك العديد من الملامح في وجهنا التي قد تحتاج للتجميل كالأنف والجفون والشفاه والحاجبين، في حين نعتبر تجميل الأذنين أمراً ثانوياً وخاصة عند السيدات لإمكانية تغطية الأذن بخصل شعرها.ولكن في العديد من الحالات عندما يكون شكل الأذنين بارزاً كشكل أذني الخفاش مما يؤثر على نفسية صاحبها ذكر أم أنثى، يصبح عندها تجميل الأذنين أمراً ضرورياً .
كيف تكون الأذن البارزة؟
إذا كان الطرف الخارجي من الأذنين بعيداً عن عظم الرأس، عندها نسمي هذه الحالة بإذني الخفاش. ونقوم بتشخيص هذه الحالة بقياس المسافة بين أكثر نقطة بارزة باتجاه الخلف من الأذن و عظم الرأس المحاذي لها، فإذا تجاوزت المسافة 2 سم، عندها نقول أنها أذن خفاشية الشكل ففي هذه الحالة يكون الجزء الظاهر من الجهة الأمامية أكبر مما يظهر من الأذن الطبيعية بشكل ملحوظ.
كيف يفسر العلماء سبب ظاهرة أذني الخفاش؟
يفسر العلماء هذه الظاهرة بوجود عدم كفائة في البنية التشريحية، فهناك في الأذن الطبيعية انحناءان بارزان يحددان شكلها، حيث يشكل الإنح
ناء الاول الجزء الخارجي من الأذن والذي يمتد حتى حلمة الأذن، في حين يوجد الإنحاء الثاني داخل الأول بشكل حرف Y ونسميه Antiheliks .
يدعي بعض الباحثون أن سبب هذه الظاهرة هو عدم تطور و نمو هذا الانحناء الداخلي للأذن.
هل تجب معالجة الأذنين البارزتين؟
يتم اعتبار هذه الظاهرة مشكلة عند البعض في حين يراها الآخرون غير هامة. و لا أحد يعرف السبب لذلك. في الحقيقة ظاهرة الأذنين البارزتين لا تعتبر مرض يجب علاجه ، هي مجرد شكل مختلف للاذنين تماماً كما يوجد للأنف أحجام وأشكال مختلفة يحتاج بعضها للتجميل.
بالنسبة للأذنين البارزتين تبدأ القصة عندما ينخرط الطفل في الحياة الاجتماعية في مرحلة رياض الأطفال أو المرحلة الإبتدائية، حيث في هذه المرحلة يكون الأطفال عندهم الاستعداد والرغبة للتنمر على كل من يبدو مختلف عنهم، كمن يرتدي النظارات مثلاً. والتنمر بجميع أنواعه لا بد أن يترك أثراً بالغاً في نفسية الطفل، فمن الآثار المحتملة عدم الرغبة بالذهاب للمدرسة أو الفشل في القيام بعلاقات اجتماعية سليمة بل غالباً ما تكون عدائية بالإضافة لاحتمالية الإصابة بالتبول اللا إرادي ليلاً. ومن ناحية أخرى لا تظهر أي من هذه الأثار عند بعض الأطفال ،حيث ربما يكون السبب وجود حالات عديدة مشابهة لحالتهم في البيئة التي يعيشون فيها .
متى يتم معالجة الأذنين البارزتين (أذني الخفاش)
ممكن القيام بعملية تجميل الأذنين البارزتين في أي عمر كان و مباشرة بعد الولادة ولكن يفضل الجراحون الانتظار حتى يبلغ الطفل سن السادسة أوالسابعة لعدم تعريضه لمضاعفات التخدير الكامل . وتختلف الأذن عن باقي الأعضاء من حيث النمو فحجم أذن الطفل الذي بلغ عمره ٧ سنوات تشكل ٧٠٪ من حجم أذن الشخص البالغ، لهذا السبب يمكن بسهولة القيام بتجميل الأذن في هذا العمر .ومعظم عمليات الأذن البارزة يمكن إجراؤها تحت تخدير موضعي لا كامل ،ولكن هناك بعض الاستثناءات. فالأطفال قد لا يتحملون فكرة التخدير الموضعي، لهذا السبب غالباً ما يكون من الضروري إجراء تخدير كامل لهم، إلا إذا كان الطفل عنده رغبة شديدة بالقيام بالعمل الجراحي تحت تخدير موضعي، عندها يمكننا القيام بالعملية له على هذا النحو . بالمجمل المهم هنا في تحديد ضرورة القيام بتجميل الأذنين أم لا هو اعتبار الشخص( صاحب الأذن البارزة) حالته مشكلة وتحتاج الحل. وقد يتعايش المريض مع هذه الحالة حتى سن متأخر من الأربعين ثم يقرر فجأة أنه يحتاج للقيام بالعملية فوراً.أي لا يوجد حد أعلى للعمر للقيام بها
الطرق العلاجية لظاهرة أذني الخفاش
١- وضع الرباط حول محيط الرأس بعد الولادة: إن أبسط طريقة تبدأ منذ الولادة وتقمن بها الجدات بوضع رباط حول الرأس يشد الأذنين للخلف. هناك دراسات حول هذه الطريقة تثبت فائدتها لدرجة معينة، و أجريت هذه الدراسات على أطفال الأرانب حيث لوحظت الاستجابة بالتحسن واضحة عند بعض الحالات في حين أن العديد من الحالات لم تستجب.
٢-الطريقة الجراحية:
١- الإجراء الجراحي من الجهة الخلفية للأذن: يقوم الطبيب الجراح باقتطاع جزء من المنطقة المتوسطة من الجزء الظاهر من الأذن لتقليل المساحة ولجعل الأذن تعود أكثر للخلف، ولكن هذه الطريقة تقلل الفراغ الموجود بين الأذن وعظم الرأس فيشعر الشخص بعدم الراحة.
٢- الإجراء الجراحي من الجهة الأمامية للأذن: ظهرت تقنية حديثة تعتمد على القيام بالعمل الجراحي من الجهة الأمامية للأذن وليست الخلفية.حيث يقوم الجراح بقص جزء محدد من الأذن وخياطة طرفي الجرح لتصغير المسافة وجعل الأذن بالشكل الذي يرغبه المريض.
كيف يقوم البروفسور إيغى أوزغانتاش بمعالجة الأذنين البارزتين؟
يدعي العديد من اللأطباء الذين يقومون بالطريقة التقليدية القديمة بأنها أفضل لأن الندبة تكون من جهة الخلف، في حين اقتطاع الجلد من الجهة الأمامية من الأذن سينتج عنه ندبة واضحة.ولكن هذا الكلام خاطئ لأن ظهور الندبة مرتبط بمهارة وخبرة الطبيب الجراح ، حيث بإمكان البروفسور إيغى القيام بها دون أي ندبة ظاهرة ولذلك هو يفضل القيام بالعمل الجراحي التجميلي للأذنين من الجهة الأمامية. هذا ولقد طور البروفسور إيغى تقنية حديثة أثناء خبرته الطويلة في معالجة مثل هذه الحالة وتسمى التقنية ” العمل الجراحي التفاعلي ” للأذن البارزة. حيث يقوم البروفسور بوضع المريض تحت تخدير موضعي في وضعية الجلوس على سرير غرفة العمليات، ومن ثم يقوم البروفسور بشد الجزء الخارجي من الأذن باتجاه الخلف قليلاً قليلاً باستخدام الغرز( القطب) ويكون هذا بمرأى من المريض الذي يتابع عملية الشد من خلال مرآة حتى يصل للحالة النهائية والشكل النهائي الذي يرغب به فيطلب مباشرةً من البروفسور التوقف عن الشد، عندها يطلب البروفسور من المريض العودة لحالة الاستلقاء ليتم العمل الجراحي حتى النهاية.
العناية الطبية لما بعد العمل الجراحي
الألم الناتج عن هذه العملية ألماً محمولاً لا يحتاج المريض لأجله سوى لتناول مسكنات بسيطة كالباراسيتامول . و يحتاج المريض بعد العمل الجراحي لإجراء ضغط بسيط على الطرف العلوي الظاهر من الأذنين باتجاه الخلف ويكون هذا باستخدام الرباط حول الرأس ( كرباط لاعب كرة التنس) لمدة شهر تقريباً ، وقد يفضل البعض استخدام الضماد اللاصق الصغير فقط عند طرفي الأذنين في أوقات العمل.
الخاتمة:
عملية تجميل الأذن البارزة(الخفاشية) تعتبر من العمليات التي يمكن القيام بها بطريقة تفاعلية مع المريض تحت التخدير الموضعي بحيث يصل المريض للمظهر الذي يرغب به تماماً.كما و أن نسبة نجاح هذه العملية عالية جداً لذلك يوصى بالقيام بها عند من تشكل له هذه الظاهرة إنزعاجاً وألماً نفسي ولكن يجب البحث دوماً عن طبيب جراح ماهر عنده الخبرة الطويلة في هذا المجال.