ماذا يعني العمل لجراحي في الطب؟
العمل الجراحي هو تعرض الجسم لصدمة محددة بغرض العلاج. و قد تشمل هذه الصدمة قص، استئصال، خياطة، إضافة نسيج غريب أو جسم غريب………..الخ. و قد يكون هذا الإجراء قصيراً و سطحياً أو قد يكون فيه مخاطرة لكونه في عضو حيوي. لا يهم مهما كانت درجة الخطورة ، فجميع العمليات الجراحية تخترق حصانة الجسم من قبل أن يستعيدها الجسم مجدداً. وهناك مقولة أخرى تعرف العمل الجراحي بكونه جرح عميق أو خفيف للجسم.
ما المكان الذي يجب القيام بالعمل الجراحي فيه؟
يقال بأن العمل الجراحي يكون بإحداث جرح، و كل جرح يؤدي إلى إحداث الألم، لهذا السبب كل عمل جراحي يجب القيام به مع استخدام مسكنات الألم، ويسمى إيقاف الألم في الطب بالتخدير. ويتم إيقاف الألم في منطقة محددة بحقن المنطقة بجرعة دوائية محددة وهذا ما نسميه بالتخدير الموضعي.لك في العمليات التي تشمل مساحة كبيرة من الجسم ، لن يكون من الصواب تخدير هذه المناطق المحددة بالجرعات بل يجب وضع المريض لحالة النوم وهذا ما يسمى بالتخدير العام. في التخدير العام لن يكون المريض واعياً و لن يستطيع التنفس و عملية التنفس الصناعية يقوم بها طبيب خاص يسمى طبيب التخدير بقيامه بدفع الهواء للرئتين باستخدام بالون ، وهناك بعض الآلات التي تزود المريض أوتوماتيكياً بالأوكسجين للتنفس وتسمى هذه الألات بجهاز التخدير.
ولا يمكننا القول بأن العمليات التي تحدث تحت تخدير موضعي آمنة 100%. قد تكون ردة فعل الجسم لجرعة التخدير الموضعي غير متوقعة وقد تكون غير مرغوبة كانخفاض ضغط الدم، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو حتى نوبة قلبية. قد يحدث أي من هذه الأعراض حتى لو كان المريض لا يعاني من اي من ألم أو ضغط نفسي. فإذا ما تم القيام بالعمل الجراحي داخل غرفة العمليات، جميع هذه الحالات المحتملة و الغير مرغوبة ستتم إدارتها بشكل سليم. ومن ناحية أخرى ، إذا تم القيام بالعمل الجراحي في غرفة الفحص، فنتائج مهلكة محتملة الوقوع. وعلى ضوء هذه الحقائق، يجب القيام بجميع العمليات الجراحية الصغيرة منها والكبيرة على حدّ سواء داخل غرفة العمليات. إنّ غرف العمليات المعتمدة هي جزء من مراكز طبية غير تابعة للمشافي أو تابعة لها. وقانونياً، لا يستطيع أي أحد يعمل في المجال الطبي انشاء غرفة للعمليات من غير هذين الخيارين. وهذا يعني أنه ليس بإمكان أي من مراكز التجميل أو مراكز الاستجمام الطبية أو حتى مكاتب الأطباء احتوائها على غرف معتمدة لإجراء العمليات. و بعض العمليات الصغيرة التي تتم في مثل هذه الأمكنة تشكل مخاطرة كبيرة.
توجد في غرف العمليات المعتمدة طاولات خاصة للعمليات، أجهزة تخدير، اسطوانات أوكسين ونتروجين، معدات لمراقبة الاشارات الحيوية للمريض، تصميم ديكور خاص مناسب للعقامة والنظافة، أجهزة التكييف ذات مصاف خاصة لتنقية الهواء من الجزيئات و الجراثيم، و غيرها من المعدات الضرورية للعملية.
الإجراءات الغير جراحية
يوجد في يومنا هذا العديد من الاجراءات الغير جراحية كالحقن بمواد ( الفيللر، البوتوكس، الميزوثيرابي: عدة حقنات تحت الجلد لإذابة الدهون)، المعالجة بالليزر، وإدخال مواد تحت الجلد ( كالغرز شائكة الأطراف). وهناك إجراء يسمى “شدّ الوجه بدون عمل جراحي”، ويتم القيام بشد البشرة بتقنية الغرز تحت الجلد عادة في عيادات خارجية أو مراكز التجميل ، ومع أن القانون لا يمنع القيام بهذا النوع من الإجراءات في مثل هذه الأماكن ، تبقى غرف العمليات أأمن و أكثر تعقيماً. لا توجد بيئة عقيمة خارج غرفة العمليات.
ألمشافي والعيادات الطبية الخارجية
لا بد من التأكيد بأنه لا يمكن القيام بأي نوع من أنواع العمل الجراحي خارج غرفة العمليات ، و مع أنه قد توجد في بعض العيادات الطبية غرفة عمليات معتمدةلكن هذا لا يعني إمكانية القيام بأي عملية في أي مبنى توجد فيه غرفة عمليات. فقد نظمت وزارة الصحة العمليات الجراحية بحسب خطورتها، كما وصنفت المشافي و العيادات الطبية لدرجات، بالنتيجة غرفة العمليات الموجودة في بعض العيادات الطبية مناسبة فقط لنوع العمليات التي تتم في نفس اليوم كعمليات إزالة الكتل الجلدية الصغيرة، وتجميل الأنف، وتجميل جفن العين….الخ.أما العمليات الأكثر عمقاً كاستئصال الثدي، تجميل الجذع، وشفط الدهون بمساحة وكمية كبيرة، جميعها يجب إجراؤها في مشفى. و قد تم تصنيف المشافي في تركيا إلى ثلاث مجموعات : أ ، ب ، ج ( حيث أن المجموعة أ هي الأكثر تطوراً) . و لا تتم العمليات المختلطة و التي تستغرق وقتاً طويلاً ( كعملية شفط الدهون) إلا في مشافي من نوع أ، وهذا ما يستدعي من المريض ضرورة التحقق من مرتبة المشفى قبل إجراء العمل الجراحي فيها( و في الأغلب لا يعطي الأطباء الجراحون مثل هذه التفاصيل لمرضاهم.
المنشآت خارج العيادات الطبية و المشافي
يوجد بعض المراكز “كالعيادات التجميلية”، “مراكز التجميل”، ” منتجعات طبية” ……..الخ، وجميعها غير مؤهلة لوجود غرف عمليات فيها ، وهذا يعني أنها غير مناسبة لقيام أي نوع من العمليات الجراحية فيها. لكن ما يحدث، هو قيام هذه المراكز بإطلاق تسميات مختلفة لبعض العمليات لتوهم بأنها ليست عمل جراحي. و أكثر مثال معروف هو “تشكيل الدهون” المقصود بها “شفط الدهون” والتي يجب أن تتم في مشفى من نوع أ ، و في الواقع فإن أي إجراء يتطلب تخدير موضعي بما فيها استخدام تقنية الغرز ( القطب) الشائكة الأطراف يجب أن تتم في غرفة العمليات فقط لضمان العقامة و الأمان.
الإجراءات التجميلية
يعتبر شائعاً بين الناس اعتبار العمليات التجميلية أقل اختراقاً للجسم وأأمن ، ومنشآت التجميل مسؤولة عن هذا الانطباع لأنهم يريدون القام بأكبر عدد ممكن من عمليات التجميل دون وجود غرفة عمليات متاحة لديهم، و يستحيل منع هذا النوع من العلاج الغير آمن إلا إذا توقف المرضى من التعامل معهم.
في النتيجة
لا تختلف جميع أنواع عمليات التجميل عن العمليات الجراحية الأخرى لذلك يجب القيام بها في منشآت معتمدة، وإن استخدام أسماء تمويهية للتقليل من خطورتها وجديتها و بالتالي القيام بها في منشآت غير مجهزة بشكل مناسب يعتبر أمراً غير قانوني وخطير.