ما مدى صحّة فكرة ( ١٠ آلاف خطوة في اليوم)؟
لا تحتاج النساء الكبيرات في السنّ ل ١٠٠٠٠ خطوة يومياً لتقليل نسبة الوفاة النسوة اللواتي تسرن ٤٤٠٠ خطوة يومياً ، لديهن نسبة وفاة أقل ممن تسرن ٢٧٠٠ خطوة في اليوم. تستمر نسبة الوفاة بالتناقص مع ازدياد عدد الخطوات حتى تصل ل ٧٥٠٠ خطوة في اليوم حيث يتوقف التغير في نسبة الوفاة عند هذا المستوى.
حقائق علمية عن عددالخطوات اليومية
يبدو الرقم ١٠٠٠٠ رقماً سحرياً في عالم السباق لعدّ الخطوات .تتم البرمجة المسبقة للعديد من الأدوات ،التي يمكن ارتداؤها لعدّ الخطوات اليومية، على ١٠آلاف خطوة لليوم. فبينما كان هذا هو الاعتقاد السائد حتى يومنا هذا بأن التمرينات اليومية ضرورية للحفاظ على حالة صحية جيدة ، ويمكن اعتبار المشي من أسهل و أفضل هذه التمرينات ، و بأن الهدف من المشي اليومي الوصول ل ١٠ آلاف خطوة، من جهة أخرى هناك دراسة حديثة أُجريت في مركز بريغهام و وومينز هسبيتال ، على نساء مسنّات لحساب عدد خطواتهم الاسبوعية على مدى أكثر من أربع سنوات . و توصل الفريق لنتيجة أن من قمن من النسوة بمشي ٤٤٠٠ خطوة يومياً كانت نسبة الوفاة لديهن أقل ممن قمن ب ٢٧٠٠ خطوة . وتستمر نسبة الوفاة بالانخفاض بازدياد عدد الخطوات اليومية حتى تصبح ثابتة عند نتيجة ٧٥٠٠ خطوة وأكثر. وتُقدّم هذه النتيجة حالياً ،التي توصل إليها الفريق، في الكلية الأميركية في اجتماعها السنوي للطب الرياضي وتمّ نشرها بالتزامن في أكثر الصحف الموثوقة الأميركية (جامال إنترنال ميديسن) . يقول آي-مين لي : ” القيام ب ١٠ آلاف خطوة يومياً يبدو متعباً، لكن وجدنا أن القيام بعدد خطوات معتدلة كافي لتنقص نسبة الوفاة عند النساء المسنّات، أدَت دراستنا لفهم أعمق لأهمية النشاط الجسدي للحفاظ على حالة صحية أفضل، ووضحت أن زيادةعدد الخطوات ينقص من نسبة الوفاة ، فكانت الرسالة من الدراسة التي قمنا بها: امشي أكثر… المشي أكثر بقليل يفيد”
من أين أتت فكرة (١٠آلاف)؟
بحسب دراسات سابقة، يخطو الناس في أميركا بمعدل ٤ آلاف- ٥ آلاف خطوة في اليوم. أمّا اعتقاد أن ١٠ آلاف خطوة هو الرقم الأفضل، لا يُعرف أصله بوضوه لكن ربما يعود لعام ١٩٦٥ حيث أنتجت شركة يابانية عدّاد لعدّ الخطوات و سمّت المنتج ب (مانبو كي) ويعني في الياباني ( عدّاد العشرة آلاف خطوة). للقيام بهذه الدراسة، قام لي وزملائه بضمّ متشاركات من النسوة المسنات في مركز ( ومنز هيلث ستادي) تم القيام بتدريب عشوائي لتقييم مخاطر الإصابة بأمراض قلبية أو السرطان بين النسوة اللواتي يأخدن جرعات أقل من الأسبيرين ويأخذون ڤيتامين E. فور انتهاء هذه الدراسة تمت دعوة النسوة للمشاركة في دراسة طويلة المدى تربط عدد الخطوات بالحالة الصحية. تم الطلب من ١٨ ألف إمرأة باستخدام عدّاد (أكتيغراف) على مؤخراتهن ، لسبع أيام متتالية أثناء ساعات الاستيقاظ. سجّل الفريق ١٦٧٤١ حالة من التذمر من ارتداء هذا العداد بين نساء كان معدل عمرهن ٧٢ عاماً. ثم تمّ تتبعهن لمدة تزيد عن ٤ أعوام لتسجيل ٥٠٤ حالة وفاة. كانت أكثر نسبة من الوفيات ٢٥٪ بين النسوة اللواتي كنّ يسرن فقط ٢٧٠٠ خطوة في اليوم ، حيث بلغ عددهن ٢٧٥ إمرأةفاللواتي مشين أكثر بمعدل معتدل للخطوات٤٤٠٠ خطوة يومياً ، كنّ بنسبة وفاة أقل ب ٤١٪ ،ثم تقل نسبة الوفاة بازدياد عدد الخطوات اليومي حتى يصبح عدد الخطوات ٧٥٠٠ يومياً حيث تتوقف نسبة حدوث الوفاة عن الانخفاض، ووجد الفريق أيضاً أن من بين النسوة اللواتي يمشين نفس عدد الخطوات يومياً لا يغير معدّل السرعة من النسبة شيئاً .
هل تغّير هذه الدراسة من حياتنا اليومية؟
بالنتيجة هناك دراسات عديدة لربط النشاط اليومي بالعيش أطول، ففي يومنا هذا يربط العديد من الناس النشاطات الجسدية والمشي بعمرٍ أطول، لكن حتى يومنا هذا لا توجد دراسة واضحة تبين هذا الارتباط فقد تم الاعتقاد سابقاً أن القيام ب ١٠ آلاف خطوة يومياً هو الحل الأمثل لحياة أطول. قد يكون هذا سهلاً على الشباب لكنه صعباً على الكبار في السن ، فيه تعادل مشي ٨ كم أي مشي قرابة الساعتين. وهذه تعتبر مهمة صعبة لا يستطيع العديد القيام بها. من ناحية أخرى أظهرت دراسة حديثة ان ٤٠٠٠ خطوة كافية للحصول على حالة صحية جيدة فلا تحاول اجهاد نفسك او القيام بالمشي بسرعة متعبة، فقط استرخي و قم بها باستمتاع.