المعالجة الحديثة لصداع الشقيقة
ما هي الشقيقة؟
ترسل حواسنا إشارات كهربائية لدماغنا، و هذه الاشارات يتم وصلها لدارات كهربائية محددة دلخل جسمنا لتسير في طرق مختلفة على شكل سيالات لتصل للدماغ. وبعد أن يستقبل الدماغ هذه الإشارات، يرسل بعض الاشارات الاستجابية لأعضاء الجسم التي يجب أن تستجيب للإشارة المحفزة. وإذا ما حدث خلل ما في نظام الجسم، تستقبل مراكز الألم في الرقبة والرأس إشارات خاطئة مسببة للألم في الرأس. ونسمي هذا النوع من ألم الرأس بالشقيقة. عادةً ما يأتي من حين لآخر بدرجات متفاوتة ، تصل لدرجة لايمكن تحملها ثم تذهب فجأة من تلقاء نفسها.
ما هي العوامل التي تثير صداع الشقيقة؟
- الضغط النفسي
- الروائح القوية
- الضجيج العالي
- تغيرات الهرمونات عند النساء
- ساعات النوم المفرطة أو القليلة جداً
- عدم استقرار الظروف الجوية
- الإضاءة الشديدة السطوع
الأطعمة التي تثير الشقيقة
- المشروبات الكحولية
- المخللات
- الطعام المخمّر
- بعض أنواع الفاكهة و المكسرات
- الشكوكولا
- اللحم المعالج كالسجق
- أنواع الجبنة المعلّبة و المعتّقة
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالشقيقة؟
- النساء
- الأشخاص الذين لديهم هذا المرض في تاريخهم العائلي الصحي
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض محددة كالإكتئاب، الصرع، اضطراب ثنائي القطبين، اضطرابات النوم
أعراض مرض الشقيقة
لمرض الشقيقة أربع مراحل رئيسية
- مرحلة ظهور بوادرالصداع
- مرحلة التغيرات الغريبة في السلوك و المزاج مع احتمال بدء الاحساس بالألم
- مرحلة نوبة صداع الرأس الشديد
- مرحلة ما بعد نوبة الصداع
مرحلة ظهور بوادرالصداع: وتبدأ قبل 24 ساعة من النوبة بحدوث الكثير من التثاؤب ، والتغيرات الغير مبررة للمزاج ، مع طلب أنواع أطعمة غريبة (تماماً كما يحدث أثناء الوحام عند المرأة الحامل)و الرغبة في التبول باستمرار.
مرحلة التغيرات في المزاج و السلوك : وتكون تماماً قبل بدء نوبة الصداع،حيث يشعر المريض باضطراب في الرؤية من خلال رؤية الخطوط المستقيمة بشكل خطوط متكسرة ،مع رؤية ومضات من الاضاءة. يشعر أيضاً المريض في هذه المرحلة بوهن عام في العضلات مع احساسه بأن شخصاً ما يلمسه أو يمسك به من أي مكان من جسمه.
مرحلة نوبة صداع الرأس الشديد: تبدأ خفيفة و تزداد تدريجياً، تشمل عادةً منطقة الرأس و الرقبة لكن من جهة واحدة( يمينية أو يسارية). يكون الألم بشكل ومضات متقطعة غير مستمرة . هناك أيضاً أعراض مرافقة كالشعور بالإعياء و الإقياء و يعاني المريض من حساسية مفرطة تجاه أي ضوء أو رائحة أو صوت. ومن الأمور التي تزيد حدة الألم عندهم : السعال و العطاس و القيام بأي حركة.
مرحلة ما بعد نوبة الصداع: ينتهي الألم هنا و لكن يشعر المريض بأنه متعب أو منهك، غير قادر على التركيز أو التفكير و قد يستمر هذا الحال من عدة ساعات وحتى يوم كامل.
تشخيص صداع الشقيقة
الطريقة الأساسية لتشخيص هذا المرض لا تعتمد على التحاليل المخبرية بل على شرح المريض للأعراض التي يعاني منها أثناء التكلم عن ماضيه الصحي. فلا يوجد طريقة مادية توضح إصابة المريض بصداع الشقيقة ولكن لا بد للمريض من القيام ببعض الصور والفحوصات المخبرية والتحاليل للتأكد من أن هذه الأعراض غير ناتجة عن أمراض خطيرة أخرى كالسرطان ، فبعد التأكد من عدم إصابة المريض بأي من الأمراض الأخرى المحتملة يتم تأكيد التشخيص بالإصابة بالشقيقة.
العلاج
مع الأسف لا يوجد علاج كامل ونهائي للشقيقة لكن هناك العديد من الإجراءات أو المواد التي ممكن أن تخفف من حدة المرض أو تعالجه
- أقراص الأدوية: هناك أنواع عديدة من الأدوية ممكن أن تساعد لكن نسبة فائدتهم تتراوح بين مريض و آخر.كما و أن استمرار تعاطي هذه الأدوية سيؤدي لانخفاض نسبة فعاليتها شيئاً فشيئاً
- العلاج بالراحة: من خلال أخذ قسط من الراحة في غرفة ساكنة و مظلمة مع إغلاق العينين، وشرب الكثير من الماء، و استخدام كمادات الماء البارد عند المناطق المؤلمة
- العلاج بالجراحة
- استخدام مادة بوتولينوم السامة
كيف تعالج الجراحة التجميلية الشقيقة؟
العلاج بالجراحة: في السنوات الأخيرة، تم اكتشاف الأعصاب الموجودة في منطقة الرأس و الرقبة و التي في حالة تنبّه مسببة للألم ومن ثمّ يتم تحريرها، وبعد القيام بهذا الإجراء سيتلاشى الألم بشكل كامل أو يقل بشكل ملحوظ. لكن مدة استمرارية هذه النتائج لم يتم تحديدها بشكل واضح بعد.
العلاج بمادة البوتولينوم: تستخدم هذه الطريقة منذ 20 سنة تقريباً، وتم اكتشافها من خلال تعقب ما كتبه المرضى من ملاحظات ما بعد الحقن بمادة البوتولينوم. فبعد قيام العديد من مرضى الشقيقة بحقن هذه المادة في الرأس و العنق لأغراض تجميلية لاحظوا مع الوقت اختفاء أعراض الشقيقة بشكل كامل ، فقاموا بتعقب الأمر بينهم لتتأكد فكرة أن حقن مادة البوتولينوم تؤدي للشفاء من ألم نوبات صداع الشقيقة. فعرف جراحوا التجميل أن هذه المادة لا بد من أنها تقوم بتعطيل نهايات الأعصاب الموصولة بعضلات المنطقة التي تعاني الألم و بشكل مؤقت ، فاكتشفوا أن حقن البوتولينوم في مادة الرأس سيعطل تنبه نهايات الأعصاب الموصولة بالعضو وبالتالي يعطل الإحساس بألم الصداع. ولأن الألم دائماً مرتبط بوجود عضلة في المنطقة فإذا ما سببنا حالة شلل لهذه العضلة بحقن مادة البوتولينوم ، ستتعطل العضلة و يختفي الألم . وطريقة العلاج هذه تستخدم بشكل واسع حول العالم . و بالطمع لا يمكننا أن نجزم بأن هذه الطريقة ستكون فعالة مع جميع مرضى الشقيقة لكن جميع البيانات قد كشفت حتى الآن أن هذه الطريقة بلا شك فعالة بشكل أكبر بكثير من باقي الطرق العلاجية. ففي جميع الحالات التي تم فيها استخدام الحقن بمادة البوتولينيوم بغرض علاج الشقيقة ، لم تظهر أعراض الشقيقة بعدها عند المرضى أو كانت تظهر بأعراض خفيفة جداً. حتى وإن تم حقن هذه المادة أثناء نوبة الشقيقة ، ستقوم غالباً بتخفيف الألم بشكل فوري. لكن المشكلة الوحيدة في طريقة العلاج هذه أن تأثيرها مؤقت وسيحتاج مريض الشقيقة لتكرار عملية الحقن خلال فترات محددة.
يستخدم البروفسور الجراح إيغى أوزغانتاش مادة بوتولينيوم لعلاج صداع الرأس ( الشقيقة) باستمرار كما يستخدم أيضاً طريقة العلاج هذه لإزالة آلام الرقبة و الظهر. وكما تم ذكره سابقاً ، هذه الطريقة تكون فعالة إذا تم الحقن بشكل صحيح في مناطق محددة، لذلك يجب أن تتم فقط من قبل جراح خبير و عالم بالمنطقة التشريحية في الرأس و الرقبة .